كل هذا الحنين ورثت يداكِ
وأنا أميلُ إلى وجهك
المستحم بماء الذكريات البعيدة
في لحظة خوف تالفة..
وأستريحُ على بساط بسيط من الكذب
كأنني لا أراك
يقيني الورق إذا تمنّيت
معاودة اللقاء مع الأصدقاء
أعزُّهُمُ الورد والبرد باقاتٍ وفراشات
كامرأة ترضع أفياءها
في الوراء والعدم النهائيّ
نلعبُ .. نهذي ..
نكرّسُ أحلامنا للزائرين
والمهاجرين قسراً
وقصراً
وعصراً
وقصر نظر
أعبرُ وحيداً
أتّصلُ بكِ
أقفُ في تخشيبة العمر
والحبر
أعاني من القتلة والأبرياء
من الفاتكات بخصرنا الأوسطي..
سؤالٌ أوجّهه إلى الورد
لمَ تتفتّح في الربيع فحسبُ؟
أين عدالة ماركس وحزن ماركوس؟
ولمَ عطركِ لرقاب الثريات
وأفخاذهنّ العامرة بالمسرّات
وعلى الأرض الضياع ُ والفقرُ والجوع
والتشريد
كم مخيّماً يتّسع القلب؟
كم لاجئاً بإمكانه العبور
والنوم واقتناء جواريه المولعات؟
كم ساقية لمشرب النادمين
في جرائد الصباح
وليس سواها نجوى وسلوى
للمنبوذين والتائهين والضالّين
كجراد الحقول المقفرة
وجرائم الصباح الورقيّ
هل يجوز لي أن أحب؟؟
ومن أخطب وأخطب ودّه
وأخاطبه
ليسمحَ لي بالانتماء إلى قبيلة
أو ماخور
تفحّ في زواياه أفاعي الشهوات؟؟
إنّه فردوسنا المفقود والموعود
نتسامح من أجل استعادته
ونحبًّ بعضنا بعضاً
ونعفو
ونغفو على سقطات الفضيلة
نعضُ وننهشُ وننهب
ونقتل
ونشتهي نساء سوانا
ومن نجدهنّ على الطرقات
بقصد التسوّل والتجوّل والحمل
ومنع التآخي في الحروب الآهلة
والأهلية
والمؤهلة لطردنا كالآخرين..
ونحن لا نؤذي المعتدين
فإنهم رائعون
ننام على أسرّة من طيوف
لننجوَ من صحوة للضمير..
مهاتفة على عجلٍ
تُسفِرُ عن سقوطي غريباً
وانطفاء آخرحلم
كان تميمتي ضد الموت
وضد الحياة..
من الصوتِ أبدأ
بانكماشي بعيداً عن القافلين
ومن الصوتِ أعرب عن أمنياتي
وعن رغبتي في الفاتنات
آخر الانكسار ..
هبط سطح القمر قليلاً
أوت إلى نفسها
تفقّدت أصابعها.. نهديها..
خصرها المنتشي من الرقص فجراً..
شفتاها الآن على الكأس
أو اليأس
أو وسادةِ قرصانها المنتصر..
ويدي على حجر الخوف
أسامحُ الآن نفسي،
أسامح ليلى على أنوثتها
واستلابها أوّل المجانين في الأبجديّات..
طرقاتٌ معبّدةٌ بالرحيق والحريق
واستغاثات القتلة المحترفين
والمأجورين بسقط اللوى..
أفتحُ عينيّ
أخلعُ عنّي الحواسّ
أتعرّى على ورق الوسائد الباكيات
أقفُ مذهولاً
لأحصي كم حرفاً سقط في الحرب
وكم عبارة سُبِيَتْ
وكم مجازاً فُضّتْ بكارته
لا فُضّ فوه
ذلك المغتصِب
بملء إرادة ضحاياه
وملْ شهواتهم المكبوتة بفعل
الحريّة المُطْلقةِ والمُطَلَّقة
وسمعة الزانيات..
أكيل المديح والهجاء
وأعدُّ الرثاء بكل شاعريّتي المهزومة
بفعل ما يحاكُ ويستنزفُ ويستنبطُ
ويرسمُ للنفوس نهاياتها
وللأرضِ دورتها العرجاء
حول الظلم وحول الخوف..
وحول الانتحار الأخير
♥♥
♥