ألا يا ليت عقليَ لا يبالي ***
بما يأتي على مر الليالي
فإن القلب أحرقه افتكارٌ ***
بأيامٍ تجيء وبالخوالي
يفكّر في الجدودِ وكيف عاشوا ***
ويعلم ما رأوا من سوء حالِ
فيحزن فوق ما حزنوا جميعاً ***
وإن يقدرْ لأتحفهم بمالِ!!
كذا الأحفادُ قد صاروا صداعاً ***
يصيبُ الرأس دوماً بالخبال
أيحسنُ عصرُهم فيكون خيراً ***
أم الأعصار حُبلى بالوبالِ؟!
وهل هذي الشعوب لها دواءٌ ***
ينجّيها من الداء العضالِ؟
وتلك صفاتُنا كيف استحالتْ ***
لأسوأِ ما يكون من الخصالِ؟
وهذا القبحُ كيف له جموعٌ ***
وكيف الناسُ تزهد في الجمالِ؟
وكوكبنا أيصدمه شهابٌ ***
فيصمد أم يُباد بلا احتمال؟
مياهُ الشرب سوف تقلّ يوماً ***
وإن حروبها أثرتْ خيالي
و(أُوزون) الفضاءِ تراه يُفضي ***
إلى غرقِ السهول مع الجبالِ؟
وأفكارٌ.. وأفكارٌ .. أتتني ***
وأسمعُها بأصنافِ المقالِ
ألا إنّي شقيتُ بطول فكري ***
وينعمُ مَن لهم عقلُ البغالِ
فتباً للعقولِ إذا تمادتْ ***
وجارتْ في التفكّر في المآلِ
وصارتْ كالمراجل حارقاتٍ ***
لأفئدةِ النساءِ أو الرجالِ
.....💛💘💙💞💜💖💚❤️💕